لست ادعي فقها, لكن الدستور هو فقط العناوين والواجهة
الخارجية لمجموعة القوانين التي تخفي في
طياتها البناء الداخلي بتفاصيله,
ولكن الأكيد أنه مهما اختلفت قراءتنا لدستور تبقى النصوص
و آلية التطبيق هي التأويل الفصل والحقيقي
وليس الاجتهادات الكلامية
وسياسة الشوارع ,لان التشريع أصبح من اختصاص البرلمان
وفي دلك فليتنافس المتنافسون ,وهدا واضح وضوح الشمس في كبد السماء مثلما أن (نعم
أسيدي )لسوئ حضكم غير مطروحة للنقاش في المغرب, فلا تفرضوا علينا ( لا لا
عشرين ديالكوم ), وناقشو الدستور دون أن نلف
أو ندور, وتفقهوا كما شاتم في شرح
المقاطعة فهدا حقكم علما أن الدستور ما هو إلا شماعتكم للتغير فقط ,أما المقصود فشعار الأمة "الله الوطن
الملك "وهو عقدتكم الحقيقية, ولسوء
حظكم مرة أخرى الشعار من الثوابت
التي لا تقبل التغير, عند المغاربة لأنهم لا يحبون
لعبة الاستنساخ .
فلكم أن تقاطعوا الدستور فهدا حقكم لأنه ولا زمن (حنا ولا أنتما )
ولكن حين تفتح الصناديق رجاءا لا تعزفوا لحن الهزيمة
بالشك
في اليقين, فانتم
قليل قليل, والمعارضة لم تعد امتيازا فهي وجهة نضر والمعارضة ليست شهادة حسن السيرة والسلوك والمعارضة لن تكفيكم
بعد الآن لتنالوا المناصب فقد ولى زمن (
إلا ماجبها الصندوق اجبها البوق ..حاولو من لغوات ليطيحو ليكم لحلاقم )
فنعم ليست سبة ولا بلطجة ولا شمكرة كما تدعون لأنكم
لا تجهلون الديمقراطية التي هي حكم
الأغلبية , وهي الورقة البيضاء التي ستفوز في الامتحان
فئدا كان الملك قد سبقكم ,وان أنكرتم أليست هته الريح الشرقية التي لا تبقي ولا تدر والتي
أصابتكم من حيت لا تحتسبون,لم تخلو من
أمطار خير ستنفع البلاد والعباد ,
أم أنكم
كرهتم المطر يوم أن خرجتم أول مرة ,وابتلت
رؤوسكم حتى (بردات) لولا حب النجومية و شياطين الإنس والجان تمنيكم
لو أنها الريح العاتية, وليكن
فالريح لن تجد شبرا لها كي تزرع في
هدا الوطن ,فالمغاربة لا يحبون حصاد العاصفة , ولوتكون(عشرين مليون ) ,ولكم أن تتفقهوا
كما شاتم بالقول أن الدستور ممنوح واللجنة معينة ,
والوقت غير كافي للمناقشة ,ولهدا تقاطعون فهل
ترضون فقط أن يقطع لكل منكم ثوب ( يفصله )كما يشاء ,تحت مسميات
الدولة المدنية وهي العلمانية (بالعربية أو تعرابت ),بدون إمارة المؤمنين
و بملك يسود
ولا يحكم ,فهدا لتذكير شعار الوطن وليس
الدستور, دو 180 فصلا , هنا أفلستم وحرفتم بوصلة الإصلاح ,لان المشكلة الحقيقية في
المغرب , بكل تأكيد هي النخب السياسية
والتي أرى بكل موضوعية أنها ما لم تنتفض على واقعها الحالي فسيبقى الدستور حبرا
على ورق , وان غير ألف مرة ,لهدا فبدلا من شن حربكم على المخزن الذي سبقكم بالتغير,
وسحب البساط من تحت أقدامكم ,صار ورش الإصلاح الحقيقي ليس مقاطعة الدستور ولكن الانتفاضة
على الأحزاب ذات الزعامة الأبدية ,لتعيد انتخاب مكاتبها وتغير العقلية العائلية إلى ممارسات ديمقراطية ,في إطار مراجعة شاملة
لان فاقد الشيء لا يعطيه , ولكي تواكب التحول الدستوري الجديد , لأنه لا يعقل أن
يصل بعد الآن للبرلمان نواب ومستشارون يزورون
شهادة الابتدائي, في الوقت الذي تطالبون
فيه بتوسع الصلاحيات لمن لا يقرأ ولا يكتب,
ليمثل الأمة فالأولى بكم أن تبحثوا في الدستور عن نواقص من ينوب عنكم, لضمان مؤهلات
تليق بهاد التمثيل قبل أن تعطوه صلاحيات قد يقضيها بتركها ,أو نائما تحت قبة
البرلمان المكيفة ,أوقد تستثمر في إنتاج
نخب سياسية تحيل البرلمان إلى نادي لأصحاب الامتياز والحصانة ومراعاة المصالح كما
هو الحال ,ولان البداية هي الانتخابات وصناديق الاقتراع لان هته هي أصول اللعبة
السياسية شئتم أم أبيتم ككل المجتمعات المتحضرة وليست بدعة الدستور المغربي ,
أما الحراك
الدائر حاليا فإما أن يعقلن ويضبط جموح العبث والمثالية والأحلام الوردية ,وإما
فهو البحت عن تحويل دولة المؤسسات إلا دولة الشوارع (أو كلها يلغي بلغاه )
فليس التحكيم لوحده من يجعل أي فريق يفوز في مباراة
كروية مهما كان الحكم عادلا لا بد من
جمهور ولاعبين يتحملون المسؤولية لتسجيل أربعة أهداف بشعار (الله الوطن الملك )
فالنائب والمستشار والطبيب والمعلم والمقاول وأي إداري
مدني في أي مكان, ليسو في النهاية خريجي وزارة الداخلية لننسب لها كل
فساد في البر والبحر, ورغم أن مسؤولية الدولة لا تسقط إلا أنني فيما أذكر ولا أعمم
قولي هدا على الجميع فالشرفاء أكتر من أن
تعدهم , الدين لا يلعنون الظلام وبدلا من
دالك يقدون أنفسهم شمعا لتأدية الواجب
بضمير حي حسب الممكن وليس حسب ما يجب أن يكون ,لأنه ئدا صرف الوقت في عد النواقص ستحل
بنا النهاية قبل البداية
وسيبقى الحال على ما هو عليه, ابدأ بنفسك لنستطيع
التغير ؟
(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فؤاد أبو كوتر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق