وهاده أيضا لابد منها, كي لا تفوتوا من موضة الربيع العربي شيئا .
(شهادة لصانص)؟ هي ما يلزمكم حقا لتشتعلوا, وتنشغلوا بأجساد مذوبتا ,مشوهتا , ووجوها مشويتا أحلتموها رمادا, من أجل وضيفة قضت عليكم وللأبد, ستفرحون بملامح وجوهكم الجديدة ,
أما هاده الجموع التي تهتف لكم وتلتقط صوركم , لعالم هو لسوء حظكم منشغل بأحداث ومشاهد أغرب مما لديكم ,وأكتر واقعية وصدمتا من بطولة هدا المشهد المقتبس من قصة البوعزيزي المكررة, صارت مملة ,هده المأساة التي تطيح بالعروش ,
وسط جموع غاضبة تستمتع بهده المشاهد الملتهبة, و برائحة الشواء الآدمي يال البطولة ,حين يشتعل الإنسان غضبا وسخطا, ولكن مادا بعد أن تنتهي الفرجة وتخمد النيران ,
من ؟ من هاده الجموع الغاضبة ؟
سيتبرع لك يؤدن بدل التي أحرقت, من منهم يمنحك شفة بدل التي أذبت باللهب , من منهم يمنحك عينا بدل التي أشعلت , من يعيد إليك وجها حتى يستسيغ النظر إليك مرة أخرى, دون إشفاق حين تصبح بلا ملامح ,لأن منطق الأرض المحروقة, أتى عليك وحدك ولسوء حظك ,
ستعلم بعد فوات الأوان أن لنضال بهاد المنطق وجها قبيحا كالوجه الذي صنعت لنفسك , ستستفيق عليه كل صباح لتسب البوعزيزي وتسب الثورة وتسب الربيع العربي وتلعنه, وتندم حيت لا ينفع الندم ,
لأن الوظيفة التي احترقت من أجلها ,لا تساوي ألم ليلة واحدة في المستشفى الذي دخلته أختيارا وعن سبق إسرار وترصد , ولن يرجع بك الزمان , لتصحح أخطائك التورية القاتلة, لأنك اليوم ها هنا بطل حقيقي وهدا هو سريرك في المستشفى, إنها إقامتك الجبرية التي اخترتها لتربح المعرفة الحقيقية ,وربما ستفهم بعد فوات الأوان أن هدا الوجه الذي أحرقته كان نعمتا حقيقية يصعب أن توفرها لك الدولة الآن ,والأكيد أنك لو خيرت قبلها ما كنت لتستبدلها ولو بحقيبة وزارية ,وليس مجرد وضيفةاستعجلتها (بشهادة لصانص )وهاده الأخيرة ليست كباقي الشواهد الورقية التي حصلت عليها,والتي لو أحرقتها حتى أصبحت رمادا لاستنسخوا لك غيرها ,ولكن هدا الذي أحرقت دم ولحم , صنعت منه عذابا جديدا ,ستراه حين ينزع عنك الضماد ,
بعضه ذكرى لصورك القديمة , والتي ستبقى مجرد ذكرى , أنصحك أن تحرقها هي الأخرى ,رفقا بحالك لأنك لن تجد لصورتك الجديدة أرشيفا يشبهها في مستقبلك الجديد, لقد كنت بطلا لفيديو ( يوتيوب) لم يدم طويلا ,كان أقصر مما تتصور ولكنه سيطول أكتر مما تضن ,
فالجمهور المحلق حولك سينساه سريعا ,لكنك ستبقى بطلا حقيقيا إن كتبت لك النجاة ,صدقني لن تمل من الفرجة وحيدا و دون جمهور هاده المرة ,لتبدأ المأساة والتراجيديا الحقيقية ,بدل لقطات الآكشن التي كنت بطلها من على أصوار الوزارة يوما من الأيام وقد حصلت على شهادة أخرى يومها ,
(شهادة لصانص ) على شاكلة البوعزيزي الذي أطاح بعرش بن علي كما هو حال الرواية التي يعرفها الجميع ,
على العموم بن علي في أرض الحرمين, ربما لتوبة من كبائر حكمه في تونس , متمتعا بتقاعد مريح حتى الآن ولا أ شك , في أنه لا يدعو للبوعزيزي لا بالرحمة ولا بالمغفرة ,
البوعزيزي الهالك هو صاحب( شهادة لصانص )الأولى في هادا الربيع العربي غفر الله له , أما بن علي فسيحاكم محاكمة عادلة فقط يوم البعث وهدا هو اليقين عندي .
أما (شهادة لصانص )هده المادة الجديدة من علوم الثورة العربية, لصاحبها البوعزيزي , هل صار لابد منها لأصحاب الشهادات العليا والمعطلين أيضا , وبمنطق واحد أوحد أكون أو لا أكون ,
وفي أول امتحان, و قبل الوظيفة أصبح لشواهدنا العليا مشهد هو غاية في الجهل وظلم النفس ,مشهد هو حقيقة لا تصدق ,
مفاده : أن الذي لم يحمه العلم من اللهب فسيحرقه الجهل ولا عجب .
فؤاد أبو كوتر
fouadaboukawtar@gmail.com
يقول صلى الله عليه وسلم ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص
دلك من أجورهم شيئا ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص
دالك من أوزارهم شيئا ))
توضيح ( شهادة لصانص )
هدا ليس خطئا إملائيا قد يكون خطئا بوعزيزيا غفر الله له
(ليصانص )مادة بترولية شديدة الاشتعال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق